قمر صلي الله عليه وسلم

....................................................................

تنبيه

هذه المدونة عماد فعلها الروابط المشمولة أرجو ان لا يتغيير اتجاه اي رابط والا فسدت كل المدونة وسيتسبب من يفعل ذلك في مشكلة كبيرة جدا

الاثنين، 9 سبتمبر 2024

تاريخ الإسلام/عهد الخلافة الراشدة



يقول الدكتور هاورد ماكردي في كتابه الادارة العامة :" إن الادارة الحكومية كنشاط ومهنة عرفت منذ ما يقارب تسعة آلاف سنة,إلا أن الخلفاء المسلمين هم أول من أوجد نظاما إداريا فعالا يقوم على تقدير الكفاءة الشخصية وليس على العرق أو الولاء وذلك فيى عملية التعيين في الخدمة وفق مبادئ وأسس ثابتة مستمدة من القرآن والسنة .....".. ثم يستمر في الحديث إلى أن يصل إلى للقول بأن " المعايير الأسرية والقبلية والشخصية والعرقية كانت هي السائدة قبل الحضارة الإسلامية وبعدها في الأنظمة الإقطاعية في أوروبا وأن ما يماثل هذه الأنظمة الإقطاعية لا يزال يسيطر على النظام الإداري في البيت الابيض الأمريكي حيث أن المناصب الإدارية العليا تستند لأولئك الأشخاص الذين ساندوا الحاكم في الوصول إلى البيت الأبيض" ؛ نتيجة لاتساع الدولة الإسلامية في العهد الراشدي حيث شملت معظم البلاد العربية المعروفة اليوم وبلاد فارس فقد أصبح التطوير الإداري أمرًا ضروريًا، وذلك لتوسع وتعدد الوظائف في الدولة. ولذلك تم ترسيخ مبدأ الشورى في الدولة امتثالا لأمر الله و بسنة الرسول صلى الله عليه وسلم، كما تم استحداث العديد من الدواوين، كديوان الجند وديوان الخراج، واستحدث نظام الخراج والحسبة ، كما تم تفويض السلطة التي تمكن حكام الأقاليم من ولاة وعمال من القيام بمهامهم بنجاح.

وفاة النبي صلى الله عليه وسلم :


انتقل النبي صلى الله عليه وسلم إلى الرفيق الأعلى ولم يورث دينارا ولا درهما بل أبقى بعده مالن نضل إن اتبعناه بعده أبدا، حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( تركت فيكم شيئين لن تضلوا بعدهما : كتاب الله و سنتي و لن يتفرقا حتى يردا علي الحوض)) صحيح (صحيح الجامع) وهو الأمر الذي اتخذه الخلفاء الراشدون نصب اعينهم - رضوان الله عليهم - كيف لا وقد اوصى النبي صلى الله عليه وسلم باتباع سنتهم ؛ حيث قال يحيى بن أبي المطاع قال سمعت العرباض بن سارية يقول:( قام فينا رسول الله صلى الله عليه و سلم ذات يوم فوعظنا موعظة بليغة وجلت منها القلوب وذرفت منها العيون فقيل يا رسول الله وعظتنا موعظة مودع فاعهد إلينا بعهد فقال عليكم بتقوى الله والسمع والطاعة وإن عبدا حبشيا وسترون من بعدي اختلافا شديدا فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين عضوا عليها بالنواجذ وإياكم والأمور المحدثات فإن كل بدعة ضلالة ) صحيح وقد كان أول هؤلاء الأعلام الصديق أبو بكر حيث كان أول الخلفاء بعد النبي صلى الله عليه وسلم الخليفة الأول أبو بكر الصِّدِّيق رضي الله عنه (11هـ-13هـ):


هو عبد الله بن عثمان بن عامر بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة بن كعب بن لؤي واسم أمه : أم الخير سلمى بنت صخر بن عامر ، ماتت مسلمة ، هذا وقد كان أول من أسلم من الرجال الصديق رضي الله عنه . توفي رحمه الله وضي عنه في (13 هـ)

سياق جملة من فضائله : ذكر أهل العلم بالتواريخ والسير ان أبا بكر الصديق شهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بدرا وجميع المشاهد ، ولم يفته منها مشهد ، وثبت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد حين انهزم الناس ، ودفع إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم رأيته العظمى يوم تبوك ، وأنه كان يملك يوم أسلم أربعين ألف درهم ، فكان يعتق منها ويقوي المسلمين ، وهو أول من جمع القرءان ، وتنزه عن شرب المسكر في الجاهلية والإسلام ، وهو أول من اسلم من الرجال على الراجح ، وعن أبي سعيد قال : خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس فقال :(( إن الله عز وجل خير عبدا بين الدنيا وبين ما عنده ، فاختار ذالك العبد ما عنده )). فبكى أبو بكر رحمة الله عليه ، فعجبنا من بكائه ان اخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم عن عبد خير ، فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم المخير وكان أبو بكر اعلمنا به . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( إن من أمن الناس علي في صحبته وماله أبو بكر ، ولو كنت متخذا خليلا غير ربي عز وجل لاتخذت أبكر ، لكن أخوة الإسلام ومودته ، لا يبقى في المسجد باب إلا سد إلا باب ابي بكر ))

كيفية توليه الخلافة : ونجد من أفضل من أرخ لهذه المرحلة المفصلية ـ من تاريخ الأمة ـ ملخصا ذالك القاضي الفقيه أبي بكر ابن العربي المالكي في كتابه العواصم من القواصم حيث يقول:" واجتمعت الأنصار في سقيفة بني ساعدة يتشاورون ، ولا يدرون ما يفعلون ، وبلغ ذالك المهاجرين فقالوا : نرسل إليهم يأتوننا ، فقال أبو بكر : بل نمشي إليهم ، فسار إليهم المهاجرون ، منهم أبو بكر وعمر وأبو عبيدة ن فتراجعوا الكلام ، فقال بعض الأنصار : منا امير ومنكم أمير فقال أبو بكر كلاما كثيرا مصيبا ،يكثر ويصيب ، منه : نحن الأمراء وأنتم الوزراء ، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :((الائمة من قريش )) وقال :((أوصيكم بالأنصار خيرا : أن تقبلوا من محسنهم ، وتتجاوزوا عن مسيئهم)) . إن الله سمانا (الصادقين ) وسماكم (المفلحين) وقد أمركم أن تكونوا معنا حيث كنا ..إلى غير ذالك من الأقوال المصيبة والأدلة القوية ، فتذكرت الأنصار ذالك وانقادت إليه ، وبايعوا أبا بكر الصديق .

ومن فوائد هذه المقطوعة : -إدراك الصحابة رضي الله عنهم لأهمية تعيين خليفة للأمة, فلم يشغلهم المصاب العظيم برسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك؛ لأن وقت فَقْد صاحب السلطة العليا في الدولة هي مرحلة خطرة من حياة الأمم, يخشى من أن يغتنمها المفسدون فتثور الفتن فيصعب إخمادها. لم يدم اجتماع الصحابة طويلا, ولم تجر فيه مناقشات طويلة بين المهاجرين والأنصار أو تنافس وصراع على تولي الخلافة أو حِدَّة في الكلام، كما تصوره بعض الروايات الضعيفة(صلى الله عليه وسلم) التي شوّهت الصورة الوضاءة لذلك الاجتماع التاريخي الرفيع الذي قرَّر مصير الخلافة والدولة الإسلامية بحزم وترفع وإحساس كبير بالمسؤولية ؛ والذي نستطيع اعتباره كطريقة شورية فريدة في إختيار الخليفة والتي اتسمت أيضا بسرعة التسليم لمن استحق الخلافة وعدم المنازعة له بعد ذلك وهذا من الردود المميزة على مشوهي التاريخ الاسلامي -الصراحة والوضوح في عرض الآراء.

أبرزالإجراءات الادارية والسياسية في عهد الصديق رضي الله عنه : ـ انفاذه لجيش رسول الله صلى الله عليه وسلم : عندما ولي الصديق رضي الله عنه كان من أوائل أعماله إنفاذ جيش المسلمين بقيادة أسامة بن زيد حيث قال أبوبكر لأسامة : انفذ لأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال عمر : كيف ترسل هذا الجيش والعرب قد اضطربت عليك ؟! فقال : لو لعبت الكلاب بخلاخيل نساء المدينة ، ما رددت جيشا أنفذه رسول الله صلى الله عليه وسلم." و يكمل السيوطي في كتابه تاريخ الخلفاء " ..فوجه أسامة ، فجعل لا ير بقبيل يريدون الارتداد إلا قالوا : لولا أن لهؤلاء قوة ما خرج مثل هؤلاء من عندهم ، ولكن ندعهم حتى يلاقوا الروم ، فلقوهم فهزموهم وقتلوهم ورجعوا سالمين ، فثبتوا على الإسلام " وكان لالتزام الصديق بامر رسول الله صلى الله عليه وسلم الاثر البالغ في دحر اطماع الروم من جهة و رد العديد من القبائل العربية لحظيرة الاسلام بعد الردة .

حزمه في إقامة الدين الذي هو أساس الدولة الإسلامية : فقد اتضحت شدته مع المرتدين والحسم في اتخاذ القرارات، حين أقسم قائلا:" والله لو منعوني عناقًا كانوا يؤدونها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، لقاتلتهم على منعها".وقد تبين أنّ حرص أبي بكر على مقاتلة المرتدين إّنما كان حرصًا على إقامة الدين والذي يعود بشكل مباشر على وحدة التراب الوطني للدولة الإسلامية. -العزم على رد حقوق الضعفاء المظلومين, وقهر الظالمين. -التأكيد على أن طاعة الناس له مقرونة بطاعة الله ورسوله. -كما تميزت سياسته رضي الله عنه بالعزم على انتهاج سياسة الرسول صلى الله عليه وسلم, ويدل على هذا عزمه على إنفاذ جيش أسامة . -كما اتجه أبو بكر رضي الله عنه لبسط نفوذ الدولة الإسلامية, ونشر الإسلام في سائر الأوطان وكان هذا بعد فراغه من حروب الردة – ففتح أجزاء من بلاد الفرس والروم صلحًا أو حربًا, في العراق والشام. أمر زيد بن ثابت بجمع بجمع كتاب الله من الناس وذالك بعد الشورى في هذه القضية الحاسمة . بالإضافة لكل هذا فقد أرسى سيدنا أبوبكر الصديق - رضي الله عنه - قواعد الدولة الإسلامية بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم كما أن الدولة الإسلامية حفظت من التمزق في عهده بل وازدادت الفتوحات الإسلامية وكانت كقاعدة لما بعده من الخلفاء الراشدين رضوان الله عليهم . الخليفة الثاني عمر الفاروق رضي الله عنه (13هـ -23هـ):


هو ابن نفيل بن عبد العزى بن رباح بن عبد الله بن قرط بن زراح بن عدي بن كعب بن لؤي . وامه : حنتمة بنت هاشم بن المغيرة بن عبد الله بن عمرو بن مخزوم ، اسلم سنة ست من النبوة . سياق جملة من فضائله : 1-عن ابي هريرة رضي الله عنه ،قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:((لقد كان فيما قبلكم من الامم محدثون ، فإن يكن في أمتي أحد فإنه عمر )).صحيح (صحيح البخاري) 2-عن ابي هريرة رضي الله عنه ،قال : بينا نحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلمإذ قال :(( بينا أنا نائم رأيتني في الجنة ، فإذا امرأة تتوضأ إلى جانب قصر ، فقلت : لمن هذا القصر ؟ قالوا :لعمر فذكرت غيرته فوليت مدبرا)) . (فبكى عمر وقال : أعليك أغار يارسول الله ). صحيح (صحيح البخاري) 3-عن أنس بن مالك رضي الله عنه ن أن النبي صلى الله عليه وسلم صعد احدا وأبو بكر وعمر وعثمان فرجف بهم ، فقال :(( أثبت أحد ، فإنما عليك نبي وصديق وشهيدان )) صحيح (صحيح البخاري) 4-عن سعد بن ابي وقاص رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( إيه يابن الخطاب ، والذي نفسي بيده ، ما لقيك الشيطان سالك فجا قط ، إلا سلك فجا غير فجك )) صحيح (صحيح البخاري)

كيفية توليه الخلافة : ويوضح لنا هذه القضية بإيجاز ابن كثير صاحب البداية والنهاية والذي جاء فيه :" كانت وفاة الصديق رضي الله عنه في يوم الاثنين عشية ، وقيل بعد المغرب ودفن من ليلته ، وذالك لثمان قين من جمادى الآخرة سنة ثلاث عشرة بعد المرض خمسة عشر يوما ، وكان عمر بن الخطاب يصلي عنه بالمسلمين ، وفي اثناء هذا المرض ، عهد بالأمر من بعده إلى عمر بن الخطاب ، وكان الذي كتب العهد عثمان بن عفان ، وقرئ على المسلمين فأقروا به وسمعوا له وأطاعوا..." ورغم أن عمر ولي الخلافة بطرقة ولاية العهد إلا ان ذالك لا يمنع من كون الصديق قد استشار كبار الصحابة في ذالك وهناك عدة فوائد نستطيع استخلاصها من هذه المقطوعة ومن أهمها: -الحرص الشديد للصحابة على تولية الأفضل وهذا مصداقا لما قاله الله سبحانه وتعالى ..انظر ( القصص: ٢٦ -الحرص على السير الحسن في تداول السلطة وفي أقل وقت ممكن وذالك لحساسية الوضع عند خلو الدولة من قائد يقوم على شؤونها . -حرص الصحابة على إعلام الناس بالكيفية التي تمت بها البيعة و الاهتمام برأيهم .

أبرزالإجراءات الإدارية والسياسية في عهد الفاروق رضي الله عنه : تميز عهد عمر الفاروق بعدة مميزات وأوليات من أبرزها مما يهمنا في هذا المقام : -إنشاء نظام الفرق (العمل الدوري ) حيث جعل مدة غياب الجندي عن أهله في الثغور (المناطق المتاخمة للعدو) أربعة أشهر وذالك مراعاة للجندي ولزوجه وبالتالي للبيت ككل . -العمل بالتأريخ الهجري وفي ذالك قصة ظريفة وذالك أن الرسائل كانت ترد على العمال من أمير المؤمنين أو العكس (حسب الروايات ) ولايدرون أي سنة أو تأريخها بالضبط فتشاور الصحابة فيما بينهم وكان أن وقع الاختيار على التأريخ بهجرة الرسول صلى الله عليه وسلم -وكان يقوم (بالرقابة المباشرة) في الأسواق والمدينة بشكل عام حاملا معه الدرة. -تعيينه عما ً لا على سوق المدينة، لضبط عمليات البيع والشراء والإتجار، بالإضافة إلى قيامه بأعمال الحسبة شخصيًا. -إعلان بناء المسجد النبوي، والتوسع فيه ليكون مقرًا للقيادة الجماعية وإدارة شئون مواطني الدولة الإسلامية . -إنشاء دار الدقيق، لخزن المؤن والطحين والتمر و الثمار، ووضع السبل ومحطات الوقوف(محطات بريدية) بين مكة والمدينة لتزويد الراحلين بالماء والمؤن، وحمل الطعام بين الأقاليم -ومن أبرز أعماله أّنه رتب البريد؛ والبريد اسم لمسافة محددة هي اثنا عشر ميلاا، ثم أطلق اللفظ على من يحمل الرسائل ويسير بها المسافة ليسلمها إلى آخر يسير بها مسافة أخرى مماثلة وهكذا. -إنشاء نظام الدواوين : ومعلوم ان أول من وضع الديوان في الاسلام انما هو عمر بن الخطاب وذالك بعد أن غنم المسلمون كنوز فارس والروم فقد انشا عمر رضي الله عنه ديوان العطاء وهو سجل المسلمين الذين يستحقون العطاء من بيت مال المسلمين فقد كان يحرص كل الحرص على ، ان يصل إلى كل ذي حق حقه فقد روي انه كان يحمل "سجل" كل قبيلة ويذهب إليها بنفسه في موطنها ، ويعطي أفرادها عطائهم في أيديهم ، كما روي أنه وضع "ديوان الانشاء " لحفظ الوثائق الرسمية . .وحين توسعت الدولة في عهد الخليفة عمر بن الخطاب، وتوالت الغنائم والأموال نتيجة فتوحات العراق والشام ومصر، أصبحت الحاجة ملحة للقيام بعملية تنظيم وتوزيع تلك المغانم والأموال بشكل دقيق، فاقتضت هذه الأحوال إنشاء الدواوين. فكان عمر بن الخطاب أول من وضع الديوان في الإسلام، فهو أول من دون الدواوين؛ أي أنشأها. وقد روي أن الدواوين اتخذت مسميات عديدة وذلك وفقا لطبيعة عملها؛ فكان ديوان الإنشاء أو الرسائل وكذلك أنشأ عمر بن الخطاب ديوان العطاء(ديوان الأموال): وهو ديوان توزيع الأموال على الرعية والعاملين في مختلف أجهزة الدولة، وقام هذا الديوان بإحصاء المستحقين وطريقة توزيع الأموال عليهم، وكانت الغاية من هذا الديوان، هو ضمان تهيئة مورد مالي ثابت للدولة، يتم تنظيمه عن طريق هذا الديوان. ويروى أن عمر رضي الله عنه فرض للرضع عطاء من بيت مال المسلمين كما كان له عناية كبرى بالجند حيث روي عنه كراهته أن يركب الجيش البحر أو أن يفصل بينه وبين جيشه وكان يوصي بهم خيرا وراعى ظروف المتزوجين بل ويشيد بأهل البلاء والفضل منهم . كما اتسعت في عهده - رضي الله عنه- رقعة البلاد الإسلامية وانتشرت بها الفتوحات ، هذا وقد توفي عمر الفاروق مقتولا على يد ابي لؤلؤة الماجوسي - عليه من الله ما يستحق - لاربع بقين من ذي الحجة سنة 23 هـ فرضي الله عنه وارضاه . الخليفة الثالث عثمان رضي الله عنه ( 23هـ ــــ 35 هـ):


هو عثمان بن عفان بن أبي العاص بن امية بن عبد شمس بن عبد مناف ، أمه اروى بنت كريز بن ربيعة بن حبيب بن عبد شمس ، اسلمت ، وكان عثمان يكنى في الجاهلية بابي عمرو ، فلما ولدت له في الاسلام رقية غلاما سماه : عبد الله واكتنى به . ولما خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم دار الأرقم ، وهاجر للحبشة الهجرتين ، ولما خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إللى بدر خلفه على ابنته رقية يمرضها ، وضرب له بسهمه واجره ، فكان كمن شهدها وزوجه رسول الله صلى الله عليه وسلم أم كلثوم بعد رقية . (..) وسمي ذا الورين لجمعه بين بنتي رسول الله صلى الله عليه وسلم .

سياق جملة من فضائله - رضي الله عنه - : -ورد في خطبة خطبها عثمان رضي الله عنه وهو محصور - من طرف من خرجوا عليه - فقال : أنشد بالله من شهد رسول الله يوم حراء إذا اهتز الجبل فركضه بقدمه ، ثم قال أسكن حراء ليس إلا نبي أو صديق أو شهيد وأنا معه ، قال : أنشد بالله من شهد رسول الله يوم بيعة الرضوان إذ بعثني إلى المشركين من أهل مكة قال : هذه يدي ، وهذه يد عثمان ، فبايع ، فانتشد له رجال ، قال : أنشد بالله من سمع رسول الله قال : من يوسع لنا بهذا البيت في المسجد ببيت له في الجنة ؟ فابعته من مالي ، فوسعت به المسجد ، قال وأنشد بالله من شهد من شهد رسول الله يوم جيش العسرة قال : من ينفق اليوم نفقة متقبلة ؟ فجهزت نصف الجيش من مالي . قال : فانتشد له رجال ، قال : وأنشد بالله من شهد رومة يباع ماؤها ابن السبيل ، فابتعتها من مالي ، فأبحتها ابن السبيل فانتشد له رجال .(رومة : بئر يقال لها بئر رومة تقع في المدينة وكان ماؤها يباع) كما جمع عثمان رضي الله عنه الأمة الإسلامية على مصحف واحد وهو الجمع الثاني للقرءان الكريم وهو من أعظم مناقبه رضي الله عنه وشكل لهذه المهمة الجليلة مجموعة من كبار حفاظ الصحابة ، ضف إلى ذالك اتساع رقعة الاسلام في عهده و كثرة الفتوحات الإسلامية سواء ماراء النهر شرقا أو غربا ومن أشهر المواقع معركة ذات الصواري البحرية وهي أول معركة يخوضها المسلمون وهي قاعدة تأسيس الاسطول البحري الإسلامي ، و فتح أفريقية"تونس حاليا" على يد عبد الله بن سعد بن أبي السرح

كيفية توليه الخلافة : يقول ابن كثير " ثم استهلت سنة أربع وعشرين ففي أول يوم منها دفن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، وذالك يوم الأحد في قول وبعد ثلاث أيام بويع أمير المؤمنين عثمان بن عفان رضي الله عنه ؛ كان عمر ضي الله عنه قد جعل الامر بعده شورى بين ستة نفر وهم عثمان بن عفان ، وعلي بن أبي طالب ، وطلحة بن عبيد الله والزبير بن العوام ، وسعد بن ابي وقاص ، وعبد الرحمن بن عوف رضي الله عنهم أجمعين "؛ فلما فرغ من دفن أمير المؤمنين عمر رضي الله عنه اجتمعوا رضي الله عنهم ، فقال عبد الرحمن : ( ....اجعلوا أمركم إلى ثلاثة منكم . فقال الزبير : جعلت أمري إلى علي . وقال طلحة جعلت أمري إلى عثمان . وقال سعد : جعلت أمري إلى عبد الرحمن بن عوف ، فقال عبد الرحمن : أيكما تبرأ من الأمر فنجعله إليه ، والله عليه والاسلام لينظرن أفضلهم في نفسه . فأسكت الشيخان ، فقال عبد الرحمن بن عوف : افتجعلونهه إلي ، والله علي ان لا آلوا عن أفضلكما . قالا : نعم . فأخذ بيد أحدهما ، فقال : لك قرابة من رسول الله صلى الله عليه وسلم والقدم في الاسلام ما قد علمت ، فالله عليك لئن أمرتك لتعدلن ، ولئن أمرت عثمان لتسمعن ولتطعن . ثم خلا بالآخر فقال له مثل ذلك . فلما أخذ الميثاق، قال : ارفع يدك يا عثمان فبايعه ، وبايع له علي ، وولج أهل الدار فبايعوه ) وهناك تفصيلات أخرى في الصحيح : توضح كيف شاور عبد الرحمن بن عوف الناس حيث قال محدثا أصحاب الشورى وهم المرشحون للخلافة " لست بالذي أنافسكم على هذا الامر ولكنكم إن شئتم اخترت لكم منكم فجعلوا ذالك إلى عبد الرحمن فلما ولو عبد الرحمن أمرهم فمال الناس على عبد الرحمن حتى ما أرى أحدا من الناس – كلام الراوي وهو المسور بن مخرمة – يتبع أولئك الرهط ولا يطأ عقبه ومال الناس على عبد الرحمن يشاورونه تلك الليالي حتى إذا كانت الليلة التي أصبحنا منها فبايعنا عثمان ...."

أبرزا لإجراءات الإدارية والسياسية في عهد عثمان بن عفان رضي الله عنه : سياسته اتجاه الولاة: كان رضي الله عنه سهلا ، ورعا ، متواضعا ، لا تأخذه في الله لومة لائم وكان يشاور أصحابه ويأخذ بكلام الرعية حتى في عزل عماله و الذين هم : أبو موسى الأشعري ، القعقاع بن عمرو ، جابر المزني ، حبيب بن مسلمة ، عبد الرحمن بن خالد بن الوليد ، أبو الأعور السلمي ، حكيم بن سلامة ، الأشعث بن قيس ، جرير بن عبد الله البجلي ، عتيبة بن النهاس ، مالك بن حبيب ، النسير العجلي ، السائب بن الأقرع ، سعيد بن قيس ، سلمان بن ربيعة ، خنيس بن حبيش ، معاوية بن أبي سفيان ، عبد الله بن سعد بن أبي السرح ، الوليد بن عقبة ، سعيد بن العاص ، عبد الله بن عامر وهؤلاء الخمسة هم من بني أمية وهم أقلية مقارنة بالعدد الإجمالي لعمال عثمان رضي الله عنه وهذا رد بسيط على من اتهمه بتولية أقاربه علما أن هؤلاء الولاة لم يتولو كلهم في وقت واحد بل إن عثمان رضي الله عنه ولى الوليد بن عقبة ثم عزله وعندما توفي عثمان رضي الله عنه لم يكن في عماله إلا ثلاثة من بني أمية فقط

سياسته اتجاه الرعية : روى موسى بن طلحة يقول : سمعت عثمان بن عفان ، وهو على المنبر ، والمؤذن يقيم الصلاة ، وهو يستخبر الناس عن أخبارهم ، وأسعارهم ، وعن مرضاهم ) ونجد من ذكر سياسته اتجاه الرعية بإجمال ما روي عن العالم الورع الحسن البصري قائلا : رأيت منادي عثمان بن عفان رضي الله عنه – ينادي قائلا : أيها الناس أغدوا على أعطياتكم فكان الناس يغدون عليها ويأخذونها وافية ، ايها الناس اقبلوا على أرزاقكم فكانوا يقبلون عليها فيعطونها غزيرة وفيرة . ولقد سمعته –والله – أذناي وهو يقول : اغدوا على كسوتكم . فكانوا يأخذون الحلل السابغة ، وكان يقول : هلموا على السمن والعسل أيضا ...) سياسته التوسعية : قال صاحب كتاب المعارف ": كانت أول غزاة غزيت الري في خلافته وامير الجيوش أبو موسى الاشعري ثم الاسكندرية ، ثم سابور ، ثم افريقية ، ثم قبرس ، ثم ، ثم سواحل بحر الروم واصطخر الآخرة ، وفارس الاولى ، ثم جور وفارس الآخرة ، ثم طبرستان ودار بجرد وكرمان وسجستان ، ثم الاساورة في البحر ، ثم في افريقية ثم حصون قبرس ، ثم ساحل الأردن ، ثم كانت مرو على يد عبد الله بن عامر سنة اربع وثلاثين . " علما أن هذه الفتوحات كانت تتم بصورة منتظمة وخط سير واضح وخطط محكمة عبر مراسلة أمراء الجيوش للخليفة مباشرة في مواصلة الفتوحات ولا أدل على ذالك من نجاح أول معركة بحرية خاضها المسلمون وهي معركة ذات الصواري وفتحت على إثرها قبرص ضف إلى ذالك أن هذه الفتوحات والولايات الإسلامية بصورة عامة كانت تتخلها عملية استبدال لبعض الولاة حسب الحاجة والمصلحة ونذكر من الولاة الذين تم استبدالهم : أبو موسى الأشعري ، الوليد بن عقبة ، سعيد بن العاص - رضي الله عنهم أجمعون - وبعد مسيرة من العطاء خرج على الخليفة الراشد الثالث ثلة من الخوارج - عليهم من الله ما يستحقون- ولم يهدأ لهم بال حتى قتلوا الخليفة الراشد عثمان بن عفان وتحقق ما قاله رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي موسى الأشعري – وكان يحرس باب البستان الذي يجلس فيه النبي صلى الله عليه وسلم - حينما استفتح عثمان رضي الله عنه ( إئذن له وبشره بالجنة على بلوى ستصيبه ) الخليفة الرابع علي رضي الله عنه (35هـ ـــ 40هـ):


هو أبو الحسن علي بن أبي طالب ، واسم أبي طالب : عبد مناف بن عبد المطلب ، وأمه : فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف ، أسلمت وهاجرت ، ويكنى : أبا الحسن ، وأبا تراب ، أسلم وهو ابن سبع سنين ، ويقال : عشر ، ويقال : خمس عشرة ، وشهد المشاهد كلها، ولم يتخلف إلا في تبوك ، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم خلفه في أهله ، وكان غزير العلم . سياق جملة من فضائله : -عن سعيد بن المسيب قال : كان عمر يتعوذ بالله من معضلة ليس لها أبو الحسن. -عن علي رضي الله عنه قال : بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى اليمن فقلت : يا رسول الله إنك تبعثني إلى قوم هم أسن مني لأقضي بينهم قال : اذهب فإن الله تعالى سيثبت لسانك ويهدي قلبك . صحيح صحيح الجامع -عن مصعب بن سعد عن أبيه : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج إلى تبوك واستخلف عليا فقال : أتخلفني في الصبيان والنساء ؟ قال : (( ألا ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون إلا أنه ليس نبي بعدي )) - كما أنه فدا رسول الله صلى الله عليه و سلم بنفسه حين نام في فراشه حين هجرته فكان أول فدائي في الإسلام. خلافته : بعد وفاة عثمان رضي الله عنه شهيدا آلت الخلافة لعلي رضي الله عنه رابع الخلفاء الراشدين ولا نجد أحسن من يصف كيفية توليه الخلافة من ابنه فعن محمد ابن الحنفية ، وهو محمد بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهما ، قال : أتى علي دار عثمان وقد قتل ، فدخل إلى داره وأغلق بابه عليه ، فأتاه الناس فضربوا عليه الباب ، فقالوا : إن هذا الرجل قد قتل ، ولابد للناس من خليفة ، ولا نعلم أحدا أحق بها منك . فقال لهم علي : لا تريدوني ، فإني لكم وزير ، خير لكم مني أمير ، فقالوا : لا والله لا نعلم أحدا أحق بها منك ، قال : فإن أبيتم علي فإن بيعتي لا تكون سرا ، ولكن أخرج إلى المسجد ، فمن شاء أن يبايعني بايعني ، فخرج إلى المسجد فبايعه الناس . ونستطيع استنتاج عدة فوائد من هذه القطعة التارخية البالغة الأهمية ومن أهم الفوائد : -أهمية المسارعة في اختيار الخليفة كما أن عامل الوقت هام جدا وهذا ما لاحظناه عند بيعة الخلفاء الراشدين وهذا من مميزات نظام البيعة في الإسلام وما يتميز به أيضا عن الأنظمة الوضعية و التي تٌـٌسير فيها الدولة ضمن فترة انتقالية وتكون في وضع قانوني خاص . -حرص الصحابة رضوان الله عليهم على إعلام الناس بالكيفية التي تمت بها البيعة وبطريقة علنية. -خوف الصحابة من المسؤولية وعدم السعي لها .

المميزات الإدارية والسياسية في عهد علي رضي الله عنه: لقد سلك علي رضي الله عنه منهج الرسول عليه الصلاة والسلام، والخلفاء الراشدين الذين من بعده ، وكان لها خصائص مميزة ويمكن تبيان تلك الخصائص: أ‌-أنَّها إدارة ذات صلاحيات ملتزمة بالقرآن والسنة، فقد كان علي رضي الله عنه القائد والإداري الأعلى والموجه للسلطة التنفيذية، وفي الوقت ذاته، له السلطة المشروعة في حماية الدين . ب -أّنها إدارة وقيادة شورية، وقد استمدت مقوماتها من القرآن الكريم والسنة، وقامت على العدل والمساواة وضمان الحريات وحفظ الحقوق للرعية. وهذان العنصران ينطبقان على جميع الخلفاء الراشدين . ج–وضع الغاية العظمى قبل أي غايات أخرى وهي طاعة الله سبحانه وتعالى ثم رسوله ومن ذالك أن علي رضي الله عنه رضي بتحكيم الحكمين في موقعة صفين وكذالك معاوية - رضي الله عنهما-وأصبحت الدولة الإسلامية بالشكل الآتي : علي رضي الله عنه هو خليفة المسلمين على أمصار الدولة الإسلامية أما معاوية رضي الله عنه فهو والي الشام بصورة مستقلة عن علي رضي الله عنه – وهو في أدبيات السياسة الحديثة مستقل بإقليم ذو حكم ذاتي - وهذا حسب فهمي القاصر والله أعلم- ث.الاعتماد على مبدأ المفاوضات والحوارات كمبدأ أساسي و نلاحظ هذا بصورة جلية في موقعة الجمل وفي التحكيم في موقعة صفين و موقعة النهروان عندما أرسل علي رضي الله عنه مبعوثه عبد الله بن عباس ليحاور الخوارج فرجع منهم بعد ذالك أربعة آلاف . -التريث وعدم التسرع في اتخاذ القرارات و العمل على تثبيت أركان الدولة ومقاتلة الخوارج الذين كانوا أبرز خطر على دولة الاسلام و بالإجمال يمكن القول بأنّ الإدارة الراشدية جسدت الحكم الصالح بالممارسة والتطبيق، فكانت نظرة خلفائها، نظرة إدارية عميقة الأبعاد طيعة التطبيق، لا يعتريها تعقيد ولا يلبسها غرور أو فشل، وقد أقر الخلفاء الراشدون ضرورة القيادة، ووجوب الاستخلاف القيادي والإداري في الولايات لإدارة مصالح أبنائها دينيًا ودنيويًا، وقامت العلاقات الإدارية العامة بين الخليفة وتابعيه على اختلاف مناصبهم، ومعتمدة على سبل ووسائل اتصال دلت على الفاعلية والاستجابة والإرشاد والنصح لخدمة الإسلام قائمة على كتاب الله وسنة نبيه هذا وقد كانت هناك العديد من الانجازات التنظيمية التي قام بها الخلفاء الراشدون والتي تميز بها عصرهم وخاصة كيفية تطبيقها والتي من أبرزها : -ارساء مبدأ الشورى كقاعدة هامة من القواعد التي تسير الدولة سواء إداريا أو سياسيا وقد ظهر هذا المبدأ جليا في جميع مراحل الخلافة الراشدة بداية من البيعة إلى أدق تفاصيل سياسة الدولة ولعل ذالك تجلى بصورة ميزة عند الفتوحات الإسلامية و عموما لا نستطيع حصر المواقف التي مورست فيها الشورى في عهد الخلفاء الراشدين ذالك انها مبدأ واساس في حياة المسلمين وأمرائهم ولكننا نستطيع أن تستشف أبرز معالمها عند الخلفاء الراشدين من خلال كيفية توليهم للخلافة و خطبهم التي يلقونها بعد تولي الخلافة والتي هي في حد ذاتها أبرز صور الشورى . -إستحداث الدواوين والتوسع الإداري لمواكبة توسع رقعة -الدولة - وذالك عندما اتسعت رقعة الدولة الإسلامية وأصبحت تشمل الجزيرة العربية و بلاد فارس ، أصبح من الضروري أن تتوسع الأجهزة الإدارية القائمة القائمة وان يستحدث العديد من الأجهزة الإدارية الجديدة . وعليه أنشئت الدواوين كديوان الخراج وديوان الجند وديوان البريد ، وأصبح في عهد الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه ما يعرف بالرقابة الإدارية - في وقتنا الحاضر-على أعمال الولاة والعمال ، وبرزت وتبلورت فكرة الإدارة المحلية ويعتبر عمر بن الخطاب رضي الله عنه أول من وضع النظام الإداري للدولة الإسلامية ضمن إطار التنظيم والسلطة المركزية (..) كما ظهر نظام الحسبة بشكل مميز وظهر نظام العسس يقول محمد عبد الله الشيباني في مؤلفه ( نظام الحكم والإدارة في الدولة الإسلامية) وفي صدد الحديث عن عصر الخلفاء الراشدين إن ملامح تلك الفترة كانت : -إعادة تثبيت ركاز الدولة وأسس بنائها وتعميق فكرة الارتباط ما بين أوامر الدين وشؤون الحياة -توسع مفهوم الدولة والإبتداء بعملية التنظيم الإداري للدولة الإسلامية . -بروز مفهوم الرقابة على أعمال موظفي الدولة ومسؤولية الخليفة نحو رقابة ومتابعة اعمال ولاته . -بروز نظام الإدارة المحلية بشكل متناسب مع أوضاع ذالك العصر . وفي الأخير إن أصبت فمن الله جل وعلا وإن أخطأت فمن نفسي والشيطان والله تعالى أعلم ولاحول ولا قوة إلا بالله . هوامش


1- بخصوص بيعة أبي بكر المعروفة ببيعة السقيفة : ومن بين الروايات الضعيفة التي يعتمد عليها العديد من المؤرخين و المفكرين وحتى في العصر الحالي ما جاء في تاريخ الطبري والرواية كما تتبعها علماء الحديث مكذوبة وذالك لعلة ظاهرة في الرواية وهي أنها مروية عن شخص متهم بالكذب وهو "أبي مخنف لوط بن يحي الشيعي"قال عنه علماء الحديث مثل : أبي حاتم :متروك الحديث ، وقال ابن حبان : يروي الموضوعات عن الثقات ، هذا ونجد أن ابن جرير الطبري رحمه الله قد أكثر من الرواية عنه في تاريخه حيث نجد أنه روى عنه ( 587 ) رواية وهذه الروايات تبدأ من وفاة النبي صلى الله عليه وسلم إلى وفاة يزيد بن معاوية من أهمها : سقيفة بني ساعدة - قصة الشورى - الأمور التي من أجلها قام الخوارج على عثمان رضي الله عنه ومقتله - خلافة علي رضي الله عنه - موقعة الجمل - موقعة صفين - التحكيم - النهروان - خلافة معاوية رضي الله عنه - خلافة الحسين " و نجد أن العديد من الفرق تستغل هذه الروايات لنصر مذهبها مثل الشيعة الامامية - الاثناعشرية - والتي تحتج برواية السقيفة لأبي مخنف في نصر معتقدهم في الإمامة وإظهار أن تولي الصديق للخلافة شابها الزلل و الخطأ على حسب معتقدهم الخاطئ، انظر : عثمان الخميس ، حقبة من التاريخ . مصر : دار ابن الجوزي ، طبعة 2007، ص 22- 23 . وانظر أيضا ماكتبه: عبد السلام بن محسن آل عيسى، دراسة نقدية في المرويات الواردة في شخصية عمر بن الخطاب وسياسته الإدارية ، متوفر على مستوى موقع مكتبة المدينة الرقمية ، www.raqamiya.org، المكتبة الشاملة ،3.8.

2- بخصوص صفين ومارتبط بها من احداث وموقف الصحابة من الفتن : وهنا نفتح قوسا بسيطا حول هذه المرحلة بالذات من حياة الصحابة فقد تكلم العديد من المفكرين وخاصة المعاصرين وبعض الفرق حول هذه المرحلة وبسطوا حولها النقاش وسالت العديد من الأحبار حولها ، فتجد من يطلق عليها العديد من المسميات والتصورات التي لا تليق بصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم الذين قال فيهم ( لا تسبوا أصحابي فلو أن أحدكم انفق مثل جبل أحد ذهبا ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه ) بل ونجد من ينقل الرويات التي تؤرخ لتلك المرحلة دون تثبت أصلا بل ويتهم النيات ويصور على أن ما حدث ما هو إلا صراع عن السلطة والجاه وحاشا أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم من ذالك كما أن الكلام عما شجر بين الصحابة ليس هو الأصل,== بل الأصل هو الكف والإمساك عما شجر بينهم والتثبت في الروايات يقول ابن تيمية: (هذه الآثار المروية في مساوئهم منها ما هو كذب, ومنها ما قد زيد فيه ونُقص وغُيِّر عن وجهه, والصحيح منه ، هم فيه معذورون إما مجتهدون مصيبون, وإما مجتهدون مخطئون) انظر : عبد العزيز الضويحي وآخرون ، المرجع السابق ،46-47-48 بتصرف ، البخاري ، مرجع سابق ، ج2، كتاب فضائل الصحابة ، حديث 3673 ، ص 209. المراجع:


1- محمد مهنا ، الادارة في الاسلام، ديوان المطبوعات الجامعية ، الجزائر . 2- محمد علي صبح ، إدارة الدولة الإسلامية ،مقدمة لنيل الماجستير ، فلسطين : جامعة النجاح بنابلس 3- محمد ناصر الدين الأرناؤوطي ، صحيح وضعيف الجامع ، صحيح وضعيف ابن ماجه . 4- جمال الدين ابي الفرج ابن الجوزي ، صفة الصفوة ، دار الصفا 5- أبي بكر بن محمد بن العربي المالكي ، العواصم من القواصم ، الصفا 6-جلال الدين السيوطي ، تاريخ الخلفاء ، المكتبة العصرية ، بيروت ، 2004 7-عبد العزيز الضويحي وآخرون ، النظام السياسي في الاسلام ، قسم الثقافة الإسلامية بجامعة الملك سعود 8-عثمان الخميس ، حقبة من التاريخ ، ابن الجوزي ، 2007 9-عماد الدين ابي الفداء إسماعيل بن كثير ، البداية والنهاية ، الصفا 10-صالح فركوس ، تاريخ المنظم القانونية ، دار العلوم ، الجزائر 11-عبد السلام بن محسن آل عيسى ، دراسة نقدية في المرويات الواردة في شخصية عمر بن الخطاب وسياسته الإدارية رضي الله عنه ، متوفر على موقع مكتبة المدينة الرقمية 12-محمد بن إسماعيل البخاري ، صحيح البخاري ، مكتبة الصفا ، الطبعة الأولى . 13-أبي محمد عبد الله بن مسلم بن قتيبة الدينوري ، المعارف ، دار الكتب العلمية ، ط2 ، بيروت 14-محمود المصري ، أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم ، دار الامام مالك ، الجزائر ، ط1 بالنسبة للكتب التي لم أذكر دار نشرها فقد استفدت منها عن طريق المكتبة الشاملة ، shamela.ws

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

م العالم

  💥 موسوعة حضارة العالم أنشأها الدكتور أحمد محمد عوف الجزء الأول | - الجزء الثاني | الجزء الثالث | الجزء الرابع | الجزء الخامس | الجزء السا...